مقتطفات من كتاب
أول أسبوع من الصدمة لإنقاذ علامتك التجارية
دوافع تأليف الكتاب
عندما اجتاحت أزمة كبيرة إحدى العلامات التجارية الوطنية، تزامن مع وقوع حادث (مؤلم) في متنزه شهير في أحد مصايف المملكة، شعرت بمسؤولية مضاعفة تجاه رواد أعمالنا وأصحاب العلامات التجارية المحلية. تلك اللحظات الصعبة دفعتني "بعد توفيق الله" لتأليف هذا الكتاب الذي يخاطب كل قائد يسعى لبناء علامته التجارية أو يطمح لتكون لبنةً صلبة في كيان الاقتصاد والاستثمار الوطني.
بدر بن سليمان العنزي

المقدمة: من قلب العاصفة إلى قمة السوق
تخيّل أنك جالس على مكتبك. كل شيء يبدو طبيعيًا… حتى يرن هاتفك فجأة.
خبر عاجل في الإعلام، (هاشتاق) يشتعل على منصات التواصل الاجتماعي، عملاء غاضبون يغادرون متجرك أو يلغون اشتراكاتهم.
في لحظة قصيرة، تشعر وكأنك فقدت سنوات من البناء، كأن ثقل العالم كله سقط على صدرك.
إذا كنت تملك علامة تجارية أو تقودها، فأنت تعرف هذا الشعور جيدًا، أو على الأقل تخشى أن تعيشه.
الأزمات لا تستأذن قبل أن تقتحم أبوابك. تأتي فجأة، بسرعة، وبقسوة.
لكن الحقيقة التي لا يخبرك بها أحد هي:
الأزمة ليست النهاية… بل بداية جديدة.
الأزمة تكشف المعدن الحقيقي للعلامة.
هي المرآة التي تريك إن كنت قد بنيت مجرد "منتج" يستهلكه الناس، أم "رمزًا" يعيش في قلوبهم.
الفصل الأول: لحظة الصدمة – التشخيص أولًا
"إذا لم تسمّ أزمتك… ستقتلك بلا رحمة"

تستيقظ على رسالة من موظفك: "العملاء يشتكون في كل مكان."
تفتح منصات التواصل فتجد اسم علامتك يتصدر التريند بطريقة لم تتمناها.
ثم يتصل بك مستثمر مرتبك: "ما الذي يحدث عندكم؟"
هذه هي لحظة الصدمة.
اللحظة التي تشعر فيها أن الأرض تسحبك للأسفل وأن كل ما بنيته ينهار بسرعة.
الغريزة الأولى غالبًا: الدفاع، التبرير، أو محاولة إيقاف الضجة بأي وسيلة.
لكن هنا يقع معظم ملاك العلامات في خطأ قاتل: التحرك بلا تشخيص.
الأزمة مثل المرض: إذا لم تفهم نوعها، لن تعرف العلاج.
قد تعطي مسكنًا بينما المشكلة نزيف داخلي، أو تجري عملية جراحية بينما الأمر مجرد خدش.
حدد نوع الأزمة
كل أزمة تقع غالبًا ضمن أحد ثلاثة أنواع:
1. أزمة هوية
o حين لا يعرف السوق "من أنتم حقًا".
o مثال: تضارب في الرسائل، تناقض بين قيمك وسلوكك. o الأثر: فقدان ثقة العملاء لأنهم لا يرون شخصية متماسكة.
2. أزمة سمعة o ناتجة عن خطأ أو حادثة ضخّمتها وسائل الإعلام. o مثال: إعلان مسيء أو خدمة سيئة انتشرت قصتها. o الأثر: حتى لو كان المنتج ممتازًا، الناس لا يرغبون بالتعامل معك.
3. أزمة منتج/تشغيل o خلل في المنتج أو الخدمة أو التشغيل. o مثال: منتج خطير أو خدمة تتأخر باستمرار. o الأثر: العملاء يتركونك فورًا نحو المنافس.